يُعد الركام أحد المكونات الأساسية في خلطات الأسفلت، ويمثل الجزء الأكبر من حجم الخلطة، إذ يشكل ما بين 90% إلى 95% من وزنها، وتكمن أهمية الركام في تأثيره المباشر على أداء الطرق الأسفلتية من حيث القوة والمتانة ومقاومة الانزلاق والتشوه، من هنا، فإن اختيار الركام المناسب والتحكم في خصائصه الفيزيائية والهندسية يُعد أمرًا حيويًا في تصميم خلطات الأسفلت الناجحة والمستدامة.
تُعد خصائص الركام من العوامل الأساسية التي تتحكم في جودة وأداء خلطات الأسفلت، فالتدرج المناسب، والشكل الزاوي، والصلابة، والمقاومة للتآكل، كلها عوامل تضمن للخلطة الاستقرار والمتانة وطول العمر، وإليكم أبرز تفاصيل هذه الخصائص:
يُعد التدرج الحجمي أحد أهم الخصائص المؤثرة على أداء الخلطة الأسفلتية يُقصد بالتدرج توزيع أحجام حبيبات الركام في الخلطة بنسب معينة تضمن التماسك الجيد وكثافة الخلطة العالية، والتدرج المتوازن يؤدي إلى تقليل الفراغات بين الحبيبات، ما يعزز من مقاومة التشوهات الدائمة كالتحفن، ويساعد على تقليل كمية الأسفلت المطلوبة لتحقيق التماسك.
تُصنف التدرجات إلى ثلاثة أنواع رئيسية: المفتوح، والمغلق، والمتدرج الفجوي، ولكل منها استخدامات مختلفة بناءً على الظروف المرورية والمناخية.
يؤثر شكل الركام وزواياه على خصائص الثبات والتماسك في الخلطة. الركام الزاوي الخشن يُفضل عادةً لأنه يزيد من الاحتكاك بين الحبيبات ويمنح الخلطة مقاومة أكبر للانزلاق والتشوه، وفي المقابل، الركام المستدير قد يُستخدم في حالات معينة لتقليل استهلاك الطاقة أثناء الخلط والدمك، لكنه قد يقلل من مقاومة الخلطة للتحميلات العالية.
تشترط العديد من المواصفات استخدام نسبة معينة من الركام الزاوي، خاصة في الطبقات السطحية للطرق ذات الكثافة المرورية العالية.
الملمس السطحي للركام يؤثر في قدرة الخلطة على مقاومة الانزلاق والتماسك الداخلي، بينما الركام ذو السطح الخشن يزيد من قدرة الالتصاق بين الأسفلت والركام، ما يقلل من احتمالية حدوث ظاهرة التقشر الناتجة عن فقدان الالتصاق بسبب الرطوبة، الركام البازلتي والحجري الطبيعي عادة ما يتمتع بملمس خشن مثالي لهذا الغرض.
الركام المستخدم في خلطات الأسفلت يجب أن يكون صلبًا ومقاومًا للتآكل والكسر تحت تأثير الأحمال المرورية، تُستخدم اختبارات مثل اختبار لوس أنجلوس للتآكل لتحديد مقاومة الركام للتآكل، والركام الذي يسجل نسبة تآكل منخفضة يُعتبر مثاليًا للاستخدام في الطرق التي تتعرض لحركة مرورية كثيفة.
تمتص بعض أنواع الركام الماء بكميات كبيرة، مما يؤثر على نسبة الأسفلت الفعالة في الخلطة، والركام ذو الامتصاص العالي قد يؤدي إلى فقدان التماسك بين الأسفلت والركام بمرور الوقت، مما يسرّع من تلف الطريق، لذلك، من المهم اختيار الركام ذو الامتصاص المنخفض، أو إجراء تعديلات في تصميم الخلطة لموازنة هذا الأثر.
يُستخدم الوزن النوعي للركام في حساب نسب الخلط وتقدير كثافة الخلطة النهائية، الركام ذو الوزن النوعي العالي عادة ما يكون أكثر مقاومة للتآكل والعوامل البيئية، أما الكثافة الحجمية، فتلعب دورًا في تحديد الكفاءة الحجمية للركام ومدى ملاءمته لتحقيق نسبة فراغات مثالية داخل الخلطة.
يجب أن يكون الركام نظيفًا وخاليًا من الطين أو المواد العضوية أو الكبريتات أو الأملاح التي قد تتفاعل مع الأسفلت أو تؤثر على خصائص الخلطة، وجود هذه الشوائب قد يقلل من قوة التماسك ويؤدي إلى تقشر الخلطة أو تفككها بمرور الوقت.
التوافق الكيميائي بين الأسفلت والركام يؤثر على مدى التصاق الأسفلت بسطح الركام، بعض أنواع الركام مثل الكوارتز قد تُظهر ضعفًا في الالتصاق، ما يستوجب استخدام إضافات كيميائية مثل مضادات التقشر لتحسين الترابط. لذلك فإن اختبار الخصائص الكيميائية للركام ضروري قبل استخدامه في مشاريع الطرق.
في ظل التوجه العالمي نحو الاستدامة، أصبحت خواص الركام المرتبطة بالتأثير البيئي من الاعتبارات المهمة، استخدام الركام المعاد تدويره (مثل الركام المستخرج من الرصف القديم) يُعد خيارًا اقتصاديًا وبيئيًا جيدًا إذا ما استُوفيت فيه الشروط الهندسية المطلوبة، كذلك، تُؤخذ بعين الاعتبار المسافة بين موقع إنتاج الركام وموقع المشروع لتقليل البصمة الكربونية للنقل.
تختلف متطلبات الركام بحسب نوع الطبقة في الطريق. فالطبقة السطحية تتطلب خصائص أعلى من حيث الزوايا والملمس الخشن لمقاومة الانزلاق، بينما قد تُستخدم أنواع أخرى من الركام في الطبقات السفلية ذات المتطلبات الأقل من حيث الأداء المباشر. لذلك، فإن تحديد نوع الركام المناسب لكل طبقة يُعد من عناصر التصميم الفعال للطرق.
لاتترددوا في التواصل معنا:
+966-505770300
أيام الدوام الرسمي:
من السبت حتى الخميس
اوقات الدوام الرسمي:
من 8:00 صباح الى 9:00 مساء
