تُعدّ شبكة الطرق أحد أعمدة التنمية في أي دولة، حيث تلعب دورًا محوريًا في تسهيل حركة النقل والخدمات والاقتصاد، ومع تزايد درجات الحرارة العالمية، تواجه الدول التي تقع في المناطق الحارة تحديات متزايدة في الحفاظ على جودة الطرق، لا سيما تلك المُعبّدة بالأسفلت، فالحرارة الشديدة تؤدي إلى تشققات وتموجات وانهيارات سطحية، مما يتطلب البحث عن حلول تقنية متقدمة لضمان سلامة الطرق واستدامتها في هذه البيئات القاسية.
يتكون الأسفلت من مزيج من الحصى والرمل والبيتومين (مادة رابطة مشتقة من البترول)، عند تعرضه لدرجات حرارة عالية، يلين البيتومين ويفقد قدرته على تماسك الحبيبات المعدنية، مما يؤدي إلى تشوهات مثل التموجات والانبعاجات، والمعروفة بـ "الروت رتنغ"، كما تساهم التمددات الحرارية في ظهور شقوق سطحية تتفاقم مع مرور الزمن وتحت ضغط المركبات الثقيلة.
في بعض المناطق مثل الخليج العربي أو شمال إفريقيا، تصل درجات حرارة الطرق في الصيف إلى أكثر من 70 درجة مئوية، مما يُسرّع من تدهور البنية التحتية للأسفلت ويؤدي إلى ارتفاع تكاليف الصيانة السنوية.
غالبًا ما تستخدم الجهات المختصة خلطة أسفلتية معيارية تعتمد على بيتومين بدرجة لزوجة معينة، دون مراعاة كافية لاختلاف المناخات، في المناخات الحارة، تتعرض هذه الخلطات لفقدان الأداء سريعًا، خاصة عند عدم وجود نظام صرف جيد أو ضعف في سمك الطبقات، كما أن الاعتماد على مواد تقليدية دون تحسينات يُقصر عمر الطريق الافتراضي بشكل كبير، وقد يؤدي إلى حوادث مرورية نتيجة التشققات أو الانزلاقات.
إليكم أبرز الحلول التقنية لتحسين أداء الأسفلت في المناطق الحارة ومنعه من التشقق:
يُعدّ تعديل البيتومين باستخدام البوليمرات (مثل الـ SBS أو الـ EVA) من أكثر الحلول فعالية. حيث يمنح البيتومين المعدل مرونة ومقاومة أعلى للحرارة، ويحسن أداء الطريق تحت الضغط العالي، هذه المادة تمنع ظهور التموجات وتحسن مقاومة الشد والتآكل، مما يزيد من عمر الرصف بنسبة تصل إلى 50%.
تعتمد هذه التقنية على خلط البيتومين بجزيئات مطاطية مستخرجة من إطارات السيارات القديمة، تساهم هذه الطريقة في تحسين مقاومة الطريق للحرارة والتشقق، وتُعد أيضًا حلًا صديقًا للبيئة، أظهرت الدراسات أن الأسفلت المطاطي يمكن أن يتحمل درجات حرارة تصل إلى 80 درجة مئوية دون فقدان في الأداء الميكانيكي.
على الرغم من أن الأسفلت البارد يُستخدم عادة في الصيانة المؤقتة، فإن بعض الأنظمة المُعدّلة تتيح استخدامه بشكل دائم في المناطق الحارة، خاصة إذا تم تعديله بإضافات كيميائية متقدمة، هذه التقنية تقلل من استهلاك الطاقة أثناء التصنيع وتخفف من الانبعاثات الكربونية.
أظهرت الأبحاث الحديثة أن دمج المواد النانوية مثل أكسيد الجرافين أو السيليكا النانوية يمكن أن يحسن من الخواص الحرارية والميكانيكية للأسفلت، وهذه المواد تعمل على تعزيز الترابط بين المكونات وتحسين مقاومة العوامل البيئية، مما يقلل من فرصة حدوث تشققات سطحية أو هيكلية.
يُعد التحكم في درجة حرارة الخلط والرصف من العوامل المؤثرة على جودة الأسفلت. ففي المناطق الحارة، يُنصح باستخدام تقنيات "الأسفلت الدافئ" التي تسمح بالخلط والرصف عند درجات حرارة أقل مقارنة بالطرق التقليدية، مما يقلل من تبخر الزيوت الخفيفة ويطيل عمر الخلطة، كذلك، فإن ضغط الأسطوانة في الوقت المناسب يقلل من الفراغات الهوائية ويحسّن من كثافة الطبقة.
لا تقتصر حلول تحسين أداء الأسفلت على المواد فقط، بل تشمل أيضًا التصميم الهندسي المناسب للطريق، فشبكات التصريف الفعّالة تمنع تجمع المياه، والتي قد تؤدي إلى تدهور الأسفلت وتسريع ظهور التشققات، خاصة في ظل درجات الحرارة العالية التي تزيد من هشاشة الطبقة السطحية.
لاتترددوا في التواصل معنا:
+966-505770300
أيام الدوام الرسمي:
من السبت حتى الخميس
اوقات الدوام الرسمي:
من 8:00 صباح الى 9:00 مساء